١٩ صفر ١٤٢٩ هـ

العادات السبع للنجاح

العادات السبع في للنجاح

في ظل نظام العولمة يتحتم تغيير أسلوب إدارة الإنسان لذاته أو لعمله , بحيث يستطيع الإنسان مواكبة المتغيرات واللحاق بالركب وهذا يتطلب معارف إدارية سليمة وممارسات إدارية سليمة أيضا وفقا للتجارب الناجحة التي مرت بها شعوب الدول المتقدمة والدراسات التي أوضحت أسرار نجاح شعوب تلك الدول.

ومن هذه الدراسات ، دراسة قام بها خبير الإدارة الأمريكي استيفن كبي
(احد انجح 25 رجل في العالم)
على الناجحين واستمرت طوال 25 عاما خلص فيها الى ان النجاح المتميز
البارز هو:

(1) ان يكون لدى الانسان رضا داخليا وارتياحا نفسيا اي الاستمتاع بكل ما يعمله الانسان

(2) ان يكون لديه توافقا اجتماعيا مع من حوله اي الرضاء الاجتماعي (رضاء الاخرين عنه)

(3) ان يكون له انجازا بارزا(مخترع ’¶ رياضي بارز’¶ قائدا اداريا بارزا...)اي عمل شيء مفيد للبشر

ويؤيد ذلك قول مصطفى صادق الرافعي في وحي القلم حيث يقول ان لم تزد شيئا على الدنيا كنت انت زائدا عليها.

وتوصل كذلك الى ان للناجحين سبع عادات مشتركة يمارسونها (ازرع فكرة تحصد فعلا ,ازرع فعلا تحصد عادة , ازرع عادة تحصد شخصية , ازرع شخصية تحصد مصيرا) لا يتم النجاح المتميز الا بها

وهي :

1- العادة الاولى للنجاح استشعار المسؤولية (حياتك بيدك ’¶نجاحك وفشلك بيدك)؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

التغيير في النفس بداية للنجاح والشاهد على ذلك قوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم)

مارس الشعور بالمسؤلية

اهم شيء في الشعور بالمسؤلية تحديد ماذا تريد والى اين تذهب

فكر كيف تستفيد من حياتك القصيرة

اهم واحد في الحياة هو الانسان نفسه ثم اهله

لكي تنجح يجب ان تعرف ان حياتك بيدك وتبادر بتغيير وضعك وتخطط لازالة العوائق

اكثر الناس يلقون اللوم على غيرهم وهذا واحد من اسباب الفشل

لا حقيقة للنظرية الحتمية :انا كذا لان اهلي كانو كذا (الوراثة) - عصبي - متسرع ......

لا حقيقة لنظرية النشاة : شيء حصل وانا صغير ؛ حادث - توجيه الاسرة

لا حقيقة لنظرية التاثير البيئي : انا كذا لان المسؤول لا يقدر والدولة لاتقدر

لماذا لا تكون مبدعا ؟ لا احد يقدر الابداع

اذا انت غير راضي عن نفسك لا تبرر التقصير على مؤثرات خارجية واستخدم ما هو بيدك

العصبي يمكن ان يغير من عصبيته فهو المسؤول عن حياته

ردت الفعل لاي تصرف بيد الانسان نفسه

الناجح هو الذي يبحث عن حل ولا يستسلم للمشكلة

شعور الانسان قد لا يكون بيده ولكن سلوكه بيده

الناجح يفكر بالشيء الذي بيده والفاشل يفكر بالذي بيد غيره

يمكن ان تخلي دوامك توقيع حضور وانصراف وبس وممكن تخليه انتاج ومتعة

وضعك الحالي لايتغير الا اذا فعلت شيئا

التدخل الالهي لا ياتي الا بعد المبادرة البشرية (والذين اهتدو زادهم هدى)

يوجد فرق بين القدرة والممارسة

الذي يمنع الناس من ممارسة قدراتهم عدم وجود ارادة ذاتية.

2- العادة الثانية للنجاح: تحديد الاهداف - ركز على الاهداف والغايات ؛ وفيما يلي مفاهيم

تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

لكل انسان دور (اب -ام -اخ - زوج ....) وكل عليه واجبات ويجب ان يكون لك اهداف بجانب الواجبات

كثير من الناس يقضون حياتهم في تحقيق اهداف الاخرين دون تحقيق اهدافهم

لا يستطيع احد مساعدتك اذا كنت لا تدري ما ذا تريد

للموازنة بين الاهداف والواجبات لابد ان تكون الاهداف واضحة

تحديد الاهداف يبدا بتحديد المجال (الاعلام - العلم - التجارة - عمل خيري......الخ) ثم الفرع

لتحديد اهدافك اذهب الى مكان هادىء لوحدك واسال نفسك ماذا اريد ان احقق في حياتي قبل الموت ، قد ياخذ ذلك منك ساعتين او اسبوعين او شهرين

قسم الاهداف الى اهداف فرعية والواجب الى واجبات تفصيلية

لا يكفي ان يكون لديك هدفا بل لا بد ان يكون الهدف صحيحا وكذلك تكون الطريق الى تحقيقه واضحة وسليمة

مدارس (كوست انترناتشيونال )في الغرب تعلم الاطفال من سن 5 - 9 سنوات كيف تحدد هدفا في الحياة - كيف تبني العلاقات - كيف تحل المشكلات - كيف تتخذ القارات - كيف تفكر بطريقة ابداعية - كيف تسترجع علاقات وهذا جزأ من بناء الشخصية

الذي لا يعرف هدفه في الحياة يضيع الهدف يحدد التصرف في الحياة

كيف تحدد الهدف: سل نفسك ماذا اريد , ما هي الفرص , ماهي المجالات , ما هي الامكانيات , ما المفتوح وما المغلق ......

3- العادة الثالثة من عادات النجاح ادارة الوقت بكفاءة ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

من شروط النجاح تكريس حياتنا للشيء الذي نحب

الذي لايحترم وقتك لا تحترم وقته

في البداية سيزعل الاخرون لكن بعد ذلك سيلتزمون بالمواعيد وسيقدرون اذا كنت تحترم وقتك ومواعيدك

اعط الاولوية من من وقتك للشيء الاكثر اهمية

سل نفسك كم ساعة تقضي من حياتك لتحقيق اهدافك في الحياة ؟

حدد اولوياتك لتنجح في تحقيق اهدافك

خطط لازلة العوائق في حياتك وتحقيق اهدافك وخذ الوقت الكافي لذلك ولو تطلب عدة سنوات.

اكثر الناس يعيشون حياتهم في تحقيق واجبات وليس في تحقيق اهداف

معظم الناس يقضون اعمارهم في تحقيق اهداف الاخرين

يجب تخصيص وقت كاف يوميا لتحقيق اهدافك

العمل المهم والعاجل اهم من العاجل فقط

لادارة وقتك حدد الوقت الذي تحت تصرفك

الناجح يتحكم في وقته فهواغلى شيء يملكه .

العادة الثالثة (ادارة الوقت) تعني يوميات حياتك لازم تخدم هدفك - اعط وقت لاهدافك اكثر من غيرها

لتعلم العادة الثالثة تعود ان تقول لا اذا كانت نعم على حساب اوقات تحقيق الاهداف.

4- العادة الرابعة من عادات النجاح :الاتصال والتواصل (بناء العلاقات) ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

تعلم كيف تسمع صح وكيف تتكلم صح.

في جلسات الحوار مع المسؤولين يفترض ان يسمع المسؤول اكثر مما يتكلم

لتحقيق التواصل مع الاخرين تحتاج انصات متعاطف والابتعاد عن ردود الفعل المدمرة.

مبادي الانصات المتعاطف : عدم المقاطعة - التفكير بما يقوله المتحدث وليس التفكير بالرد عليه - تنظر اليه .

الذي لا تتيح له فرصة عرض مشكلته سيلجأ الى شخص اخر يتيح له فرصة اكبر ولكن قد لا يساعده على حل مشكلته مثلك

عندما تتكلم تكلم صح وبدون ردود افعال مدمرة

من ردود الافعال المدمرة الرد على النصيحة بنصيحة مثلها ,اتركها لوقت اخر مناسب ولا تخلي الامر تبادل اتهامات وتبادل نصائح

ردة فعل مدمرة اخرى انت تنصحني فاقول لك انا اعلم منك وانا افهم منك - التعالي من ردود الفعل المدمرة حتى مع الاطفال - انت جاي تفهمني يا ولد؟

من ردود الفعل المدمرة : اصدار احكام مسبقة (مغرور - هذا اناني ....)

من ردود الفعل المدمرة سرعة الرد , اطلب من الاخرين الاذن في التفكير قبل الرد

من ردود الفعل المدمرة تبرير الخطا

اذا تنفعل لن تستطيع بناء علاقات

يمكن الرد والتوضيح بدون انفعال , لا تخلي عواطفك تحكم تصرفاتك

العلاقات مثل الحساب في البنك اذا تسحب اكثر مما تحط ينتهي الرصيد وتموت العلاقة

اكثر شيء يزيد الرصيد السماع للاخرين

رصيد الحب مثل الرصيد في البنك وفتور الحب بسبب الاخذ اكبر من العطاء

صاحب ما تزوره ما تفرح لفرحه ما تشكره ما تتصل فيه ما تعزيه ستنتهي العلاقة

العلاقات اخذ وعطى

لا يكفي ان تكون متمكن من عملك وقوي فيه فانت بحاجة الى الاخرين لقوة اكثر

احسن طريقة لكي تفهم الاخرين ان تسمع منهم

اي علاقة مبنية على خداع وكذب تحقق نتائج محدودة ومؤقتة

عند حدوث مشكلة مع الاخرين لاتحاول حلها في نفس الوقت ولكن بعد ان تهدا الاعصاب وابدأ بالحوار الهاديء

الحب يفتر مع الايام بسبب الخلافات - الانشغالات - اختلاف الاهتمامات

ممارسات الوالدين مع الاولاد اما تزيد الحب او تزيد الخوف

الحب ينمى بالفعل وليس بالكلام وحده

الاباء يريدون الابناء ان يكونو مثلهم وهذا صعب لاختلاف القيم ولكن يفيد التفاهم والنقاش والاقناع وليس الاكراه

لا تتنازل عن المبادىء بل مارسها

النجاح يتطلب التفكير بمصلحة الجميع وليس المصلحة الفردية

ضع نفسك محل الاخرين عند مناقشة مشاكلهم

لكي تفهم الاخرين ضع نفسك مكانهم ولكي يتحقق ذلك غير طريقة تفكيرك

عند تقصير موظفيك افترض ان السبب فيك وليس فيهم

اذا نظر المدير الى موظفيه على انهم كسالى ومقصرين لن يستطيع حل المشكلة

العلاقة المتوترة بين المدير وموظفيه لا تنحل بمجرد الكلام الحلو بل تاخذ وقتا مثل ما اخذ التوتر من وقت

ركز على مصدر الانتاج كما تركز على الامناج نفسه.

النتائج المطلوبة من الموظفين : السرعة - تكلفة اقل - اتقان

مصدر الانتاج من الموظفين العلاقة بينهم وبين المدير

اذا مارست سياسة انت تربح والموظف يخسر سيتركك عند حصول اول فرصة

عند تقييم الاخرين يجب فهم قيمهم

الحل الوحيد لفهم الاخرين هو الحوار

النجاح هو الوصول الى الاهداف والذي يوصل الى النجاح هو التصرف والمواقف

لكي ينجح الانسان في كل جوانب الحياة يجب ان تبنى العلاقات على المبادىء الصحيحة

الشهوة تسيطر احيانا على المبادىء

يمكن ان يصل الانسان الى رضاء الاخرين من خلال المجاملة او الرياء او النفاق ولكنه لا يحقق النجاح فحبل الكذب قصير

لا تجعل همك المظهر في العلاقات بل ركز على الجوهر (الصدق - الاخلاص)

يمكن ان تكون العلاقة من طرف واحد لكن مع الايام تصير من طرفين ما عدا اللئيم لا تؤثر فيه

تغيير الاشكال في التعامل لا تفيد اي التغيير في المواقف والتصرف بل المطلوب تغيير المبادىء

اذا اردت ان يفهمك الاخرون فافهمهم

المشكلة في عدم فهم الاخرين اننا ننطلق من اهوائنا ومصالحنا ولن نفهم الاخرين الا اذا وضعنا انفسنا موضعهم

طريقة فهم الاخرين الحوار الهادىء وكشف الحقائق والمعلومات

نمي العلاقة بالكلمة الحلوة , بالهدية الحلوة , بالتحاور , بالاستماع , بالتفاهم ومراعاة المشاعر

الانسان الناجح هو الذي يقدر يوازن بين الاهداف البعيدة والقريبة وبين اهدافه واهداف الاخرين.

5- العادة الخامسة التوازن بين العلاقات والانجاز (اربح وربح) ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

الناس اربعة انواع في التوازن : انا اربح وانت تخسر - انا اخسر وانت تربح - انا اخسر وانت تخسر - انا اربح وانت تربح وهذا هو الصح وشرط للنجاح

الذي يفكر بنفسه فقط اناني والذي يفكر بالاخرين فقط يفشل والمطلوب التوازن

يمكن الانسان ان يحقق انجاز ويسحق اولاده على الطريق ويسحق العلاقات

ما فائدة الانجاز مع فقد العلاقات مع الاهل والموظفين

ينجح الانسان اذا وصل الى نقطة التوازن بين الانجاز والعلاقات

الترويح عن النفس مطلوب ولكن ليس كل الوقت

لكي تحدث التوازن تعلم قولة لا - تحكم في رغباتك وهواياتك

ابن علاقة مع الانسان الذي يهمك : سياسيا - اجتماعيا - اقتصاديا - . . . لايمكن بناء علاقات مع كل الناس

سلوكنا يجب ان يتوافق مع سلوك الاخرين

6- العادة السادسة للنجاح: كون فريق منسجم ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

مواصفات الفريق المنسجم:

6-1- يعمل على تحقيق هدف مشترك واضح ( وحدة الهدف ) - لهم رؤية واحدة

6-2- عدم وجود انانية بحيث تنسب النتائج لجميع اعضاء الفريق ويشعر كل منهم انه هو الذي حقق

الهدف

6-3- كل عضو يكمل الاخر ولا يكرر الاخر ولكل انسان دور

مثل امريكي : اذا انت دائما توافق رئيسك ما في داعي لوجودك - لا بد من وجود قيمة اضافية لكل

شخص ولكل جهد

6-4- الدافع الاساسي هو الانجاز : ينقل الافكار الى اعمال

6-5- يستمتع بتماسك الجماعة ولا يقبلون احد يخدش هذا التماسك والتعاون - يدافع عن اعضائه - ولا \

وجود للغيبة والنميمة بينهم

6-6- كل عضو فيه له حقوق مع اختلاف الادوار ولا احد يشعر بالظلم - اعط الاجير اجره قبل ان يجف عرقه

6-7- الانسياب الحر للمعلومات دليل الثقة

لا يوجد فريق ناجح الا بوجود قائد راشد يشاور ويحاور ويسمع ويفهم

حاولوا تشكيل فريق بمدرب وبدون قائد ففشلت التجربة

7- العادة السابعة من عادات النجاح:تجديد الطاقة ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

الانسان : روح ( العلاقة مع الله ) - عاطفة (علاقة مع الاخرين) - عقل (طريقة تفكيرك) - جسد (البدن الذي يتحرك به).

الذي لا يجدد طاقته باستمرار ينهار

ما حال الانسان الذي يعمل بدون راحة

ما حال الانسان الذي يأكل غذاء سيئا

عدم الاهتمام بالغذاء والعمل بلا راحة يهد الجسد

قال الشاعر : ســني بروحـــــي لا بعد ســـــــــنين فلاسخرن غدا من التسعين

عمري الى الخمسين يركض مسرعا والروح ثابتة على العشرين

التمرين والغذاء مهم لجسد الانسان

طاقة العاطفة : علاقتك مع زوجتك وعيالك ووالديك وارحامك واقاربك وكل علاقة من هذه العلاقات مثل الحساب بالبنك

الانسان يريد الاخرين يراعوه ويقدروه دون ان يقوم هو بذلك

يحتاج تجديد علاقة العاطفة بالكلمة الحلوة , بالهدية الحلوة , بالابتسامة اللطيفة , بالاتصال الهاتفي

طاقة العقل: اهم طريقة على الاطلاق لتجديدها بعد البحث والنظر هي القراءة , اقرأ في مجالات مختلفة , اول اية نزلت في القران اقرأ

طاقة الروح : اعظم طاقة واهم طاقة بلا منافس هي طاقة الروح

الا بذكر الله تطمئن القلوب (ارتياح نفسي) - 80% من الشعب الامريكي يتعاطون حبوب مهدئات او مخدرات لانعدام الجانب الروحي

بعد سرد عادات النجاح هل حاول كل منا مقارنة ما سمعه بما يمارسه هو وبما يمارسه مجتمعه هل عرفتم سبب تخلفنا عن الركب ؟ فنجاح الفرد اساس لنجاح الشعوب. فهل لا زلنا نفكر فقط بالتدريب الموجه للوظيفة ام تغيرت المفاهيم والقناعات وصرنا نفكر بالتدريب الموجه للفرد في عمله واسرته والمجتمع من حوله.

هل ادركنا اهمية ان نعمل كفريق منسجم وهل ادركنا اهمية بناء العلاقات والاهتمام بها فيما بيننا ام لا زلنا

نفكر ببناء العلاقات مع غيرنا اكثر.هل التكامل العربي ضرورة ام ترف؟

هل ادركنا اهمية ان نكون ناجحين في ادارة ذاتنا حتي ننجح في ادارة الاخرين

هذه هي الادارة المتكاملة ان صح التعبير

١٣ صفر ١٤٢٩ هـ

ياسلام

** بعد أن أعلن أحد الجزارين عن نوعية جديدة من اللحمة سعر الكيلو فيها "220" جنيهاً.. سمعت أن وزارة التضامن تتفاوض معه لتأجير القطعة للغلابة بسعر رمزي لعمل شوربة عليها وإعادتها كما هي مع أخذ الضمانات التي تحصل عليها البنوك من كبار رجال الأعمال مقابل إقراضهم المليارات.
بعض المسئولين في الوزارة اعترضوا علي عملية التأجير من منطلق حرصهم علي الغلابة وأن السعر لن يكون في متناول أيديهم واقترحوا إضافة جرامات قليلة علي بطاقة التموين الذكية حتي يستطيع الغلبان وضعها علي حجر "المعسل" أو لفها في سيجارة مثل قطع الحشيش التي يتعاطاها أصحاب المزاج العالي.
كدت أبكي من الامتنان لقرار د.علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي حينما قرر تكريم أمهات اللاعبين الذين فازوا بكأس إفريقيا خلال احتفالات عيد الأم في مارس المقبل ومنحهن شهادات استثمار ودرع الوزارة في احتفال مهيب.
ولأنني أعلم أن الوزير شرقاوي وكريم جداً أرجو أن ينظم لهن زيارة للنصب التذكاري وقبر الرغيف البلدي المجهول الذي اختفي في ظروف غامضة ومنحهن وسام "رغيف" الاستحقاق من "العجنة" الأولي لأنهن أنجبن فلتات أسعدوا الملايين الذين يقفون بالساعات في الطوابير.

١٢ صفر ١٤٢٩ هـ

حوار مع سيجارة

حوار مع سيجارة




موضوع عن التدخين قام بكتابته مجموعة من الشباب وهو عبارة عن مقابلة

بين مذيعة وسيجارة




المذيعة: بعد السلام نقدم لكم ضيفتنا التي تدخل بيوتنا برضانا أو رغما عنا فنرى حملها صغارنا وكبارنا ...نراها بعدة أشكال وألوان ولها عدة نكهات ضيفتنا الحارقة ... نقدم السيجارة فأهلا وسهلا.

السيجارة: شكرا ...شكرا لهذا الترحيب وأنا مشتاقة جدا للجميع لمحبوبتهم التي لا غنى عني لديهم فنراهم يتركون نومهم لأجلي وبعضهم يلتقطون أعقابي من النفايات ومش بس هيك أنا مع كل فخر أقرب للمرء من زوجه.

المذيعة: وكيف تقومين بكل هذه الإغراءات ؟

السيجارة: أقوم بتجدد دائم ومستمر فتراني أظهر بأشكال جديدة وجذابة أيضا ولي عدة أشكال وأحجام وكمان بعدة نكهات تناسب جميع الجنسيات من نساء وذكور وكبار وصغار ...لأن منزلي المثير وبألوانه الزاهية التي لا تقاوم فأنهم يحملوني في كل أوقاتهم فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أجيد فن الخداع.

المذيعة: ما هو هدفك من كل هذا ؟

السيجارة: لي أهداف كثيرة منها تدمير حياتك...صحتك قدر استطاعتي من قلب ورئة ومثانة ... كما أنني أغلى من كل كنوزهم فأنا نفسي كنز.

المذيعة: كنز؟!! لماذا؟

السيجارة: الجميع يريد استخدامي مهما غلا سعري ويقدمونني في حفلاتهم الكبيرة والصغيرة بغض النظر عن رائحتي الكريهة ورمادي المتطاير بكل مكان وآثاري السلبية على الصغار والمرضى والأصحاء أيضا فأنا أهم من علبة اللبن ومن رغيف الخبز على الرغم من أهميتهم وتراني أتحكم بأرواحهم كما يتحكم السيد بعبيده وتراهم ينظفون من أجلي ولا ينزعجون مما أسببه من روائح وأمراض فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أول شيء تفعله عندما تفتح عينيك في الصباح أن تستنشق من عطري وآخر شيء وقبل أن تغمض عينيك تقرأ بشفايفك قصيدة الحب والاشتياق حتى مجيء النهار.

المذيعة: ما مبدأ عملك؟

السيجارة: أنا أحمل ثاني أكسيد الكربون الذي تعشقه الخلايا أكثر من الأكسجين فتمتصه وتتلذذ به فأعيش في خلايا الشخص الذي يحبني وأسكن في رئتيه وأقوم بإنامة الشعيرات التي تعمل على طرد الأوساخ من الرئتين.

المذيعة: ما ردك لمن اتهمك بالمخربة؟

السيجارة: مخربة؟! طبعا أنا بريئة من هذا الاتهام ولا يستطيع أحد لومي على شيء ما فلو أحرقت منزلا فإن صديقتي النار تخفي آثاري في الهواء ولا يجرؤ أحد أن يوجه لي اللوم ...آه على صديقتي المخلصة التي أسعد كثيرا لرؤيتها فهي تعلم أنني أكره الكسل فنحن متفاهمات جدا نكمل بعضنا بعض بالحيوية والنشاط

المذيعة: وهل تعتقدين بأن هناك من يحبك رغم كل هذا ؟

السيجارة: طبعا ، من دون شك بدليل أن مصانع التبغ التي تتزايد في أنحاء العالم والتجارة بي رابحة دوما فتكلفتي بسيطة بالنسبة لسعري الباهض وهذا يسبب لهم ثروة هائلة.

المذيعة: ما هو تعليقك بالمثل القائل "يقتل القتيل ويمشي بجنازته" هل ينطبق عليك؟

السيجارة: مثل جميل ، بل هو المثل المفضل لدي فعندما يموت من يشرب سم النكوتين عبر أوراقي فأنه لا يكتب على شهادة الوفاة "مات بسبب التدخين" بل لأسباب طبيعية أي لن يذكرني أحد على الإطلاق هذا وقد يظهر له قبل وفاته الكثير من الأمراض مثل السعال والذبحة الصدرية والسرطان ...والمضحك أنه أثناء الجنازة تجد أصدقاؤه وأقرباؤه وأبناؤه الذين ورثوني يحملونني ويخففون حزنهم عن طريقي، فتخيلي ذلك!

المذيعة: وهل يشتكي منك أحد ؟

السيجارة: أعوذ بالله ! هل يجرؤ أحد ، بل يثبتون لي حبهم عمليا بأن يدخنوا أمام أطفالهم وآبائهم وهم أعز ما لهم ولأجلي يضحون بكل شيء ، بصحتهم وصحة أبناءهم ناهيك عن الافتقار المادي الذي يصيبهم من أجلي... وترى أسنانهم صفراء ورائحتهم من الخارج كريهة والالتهابات الحادة هذا غير الثقوب في ثيابهم وأثاثهم وأحيانا أثار حروقي على جلودهم ورغم كل هذا فأنا صديقة وفيه لهم يجدونني في كل وقت يحتاجونني فيه.

المذيعة: ما أسوء كابوس في حياتك؟ والذي يؤدي إلى تدميرك؟

السيجارة: التخلص مني ومقاومة اغراءاتي خاصة بالطرق الإسلامية ونشرات التوعية بين الشباب خاصة فتراني بعد تعب شديد من الإقناع والإغراءات الكثيرة يأتي مثقف واعي لينزع مني عرق جبيني فهذا الشيء لا يدمرني فقط بل يقتلني أيضاً.

المذيعة: هل من كلمة ختام لمدخنيك ؟

السيجارة: طبعا...طبعا... إلى كل أحبابي أنا جدا سعيدة بكم وأتمنى أن تزيدوا من عدد أصدقائي فأنا سأعتني بكم أكثر من أي شخص آخر وأستطيع أن أريحك من كل همومكم وآلامكم حتى من الحياة كلها إذا أردتم ذلك وأتمنى أن تورثوني لأبنائكم ولكم مني كل الحب.

مع تحياتي وأشواقي : محبوبتك السيجارة



١٠ صفر ١٤٢٩ هـ

هوامش حرة

درس في الانتماءيكتبها‏:‏-
فاروق جـــويـدة‏fgoweda@ahram.org.eg‏
إذا كنا قادرين علي أن نفرح وفي حياتنا أشياء كثيرة يمكن أن تفرحنا‏..‏ فلماذا كل هذه الكآبه‏..‏ ولماذا كل هذا الحزن‏..‏ ولماذا كل هذه المشاعر من الإحباط‏..‏ وقبل هذا كله إذا كنا قادرين علي أن نحقق النجاح فلماذا يجتاحنا الفشل في مواقع كثيرة‏..‏ سألت نفسي هذه الأسئلة وأنا أشاهد فرحة الشارع المصري بل والعربي وهو يحتفل بشبابه العائد بكأس الأمم الأفريقية‏..‏ وكان السؤال الأهم لماذا كان النجاح‏..‏ ولماذا يكون الفشل‏..‏في أحيان كثيرة وسط الظلام الدامس تخرج علينا نقطة ضوء قوية ومؤثرة وجاذبة تهز وجداننا وتزلزل مشاعرنا ونتساءل كيف خرج النور من كل هذا الظلام‏..‏ليست لي علاقة قوية بكرة القدم ولكنني أتحمس كثيرا للمباريات التي تحمل أسم مصر وأراها من طقوس الوطنية ليس بالنسبة لنا فقط لأن ذلك يحدث في كل بلاد الدنيا التي تدرك قيمة شيء عظيم أسمه الوطن‏..‏ وقد شجعنا في مصر كل الفرق العربية التي شاركت في مباريات كأس العالم في سنوات سابقة رغم أن فريقنا لم يكن من بينها‏..‏وفي أحيان كثيرة كنا نقول إن مشاعر الانتماء لدي الأجيال الجديدة قد تراجعت وتسمع كل جيل وهو يقول عن نفسه كنا آخر الأجيال التي شعرت بالانتماء لهذا الوطن‏..‏ ولاشك أن من حق كل جيل أن يعتز بتجربته وتاريخه ولكن ليس من حقه أن يدعي أنه كان أكثر الأجيال انتماء وحبا لهذا الوطن‏..‏وفي تقديري أن الانتماء إحساس ينبت داخلنا ويأخذ أشكالا شتي عبر سنوات العمر ورحلة الحياة وقد يظهر في أي نشاط إنساني يقوم به البشر لا يختلف فيه الفلاح في حقله عن العامل في مصنعه عن الكاتب في صومعته أو اللاعب في مباراة تحمل اسم الوطن‏..‏وفي أحيان كثيرة تراجعت مشاعر الانتماء وكانت وراء ذلك أسباب عديدة‏..‏ أول هذه الأسباب أن الانتماء علاقة مشتركة وليست علاقة من طرف واحد وأن المقولة الشهيرة حب الوطن فرض عليه ليست صحيحة بالمرة فلكي يصبح الحب فريضة علي الإنسان لابد وأن يكون حبا من طرفين وليس من طرف واحد‏..‏ولهذا فإن الانتماء بمعناه الحقيقي يعني أن هناك حبا بين طرفين وأن الوطن الذي أحبه بحبني أكثر وأن الأرض التي أعطيتها عمري قد أعطتني ما هو أكثر‏..‏ أما إذا أقتصر الأمر علي عطاء من طرف واحد وجحود من طرف آخر فإن المعادلة خاسرة هناك أرض بخيلة مهما غرست فيها لا تنتظر منها غير الجحود‏..‏ وهناك أرض سخية تعطيك بلا حدود وشتان بين هذه وتلك‏..‏ولأن فريقنا القومي في غانا كان يشعر بهذه العلاقة المتبادلة بينه وبين الوطن الذي حمل اسمه كان الأداء صادقـا وكان الانتماء في أعلي درجاته اخلاصـا وتضحية‏..‏ هذه العلاقة في المشاعر والاحتواء والعطاء هي التي جعلت الفريق المصري يؤدي هذا الأداء الرائع‏..‏ كان كل لاعب يشعر بهذا الحب الذي حملته له الجماهير‏..‏ وهذا الدعم الذي قدمته الدولة‏..‏ وهذا العائد الذي تحقق للجميع من وراء ذلك كله‏..‏ هنا اتحدت مصلحة الوطن في أن يحقق نصرا مع مصلحة الدولة في أن تكسب كأسا مع مصلحة اللاعب في أن يكون وراء هذا الإنجاز‏..‏ لا يمكن لنا أن نتجاهل التقدير المعنوي في حب الجماهير ومساندة المسئولين ودعمهم أو التقدير المادي الذي جعل كل لاعب يشعر بالسعادة والفخر والاكتفاء‏..‏ ثم تجسد هذا التقدير المعنوي في استقبال الرئيس مبارك للفريق الفائز في مطار القاهرة‏..‏هذا الانتماء ترتب عليه إحساس آخر أكبر وأعلي وهو الإيمان الذي جعل اللاعبين يسجدون لله شكرا‏..‏ وهذا الإيمان الفطري وصل باللاعبين إلي درجة من اليقين توحدت فيها مشاعر الانتماء مع الإيمان مع اليقين في النصر‏..‏كانت الدائرة الثالثة في هذه الثلاثية هي الجزاء وقد يكون الجزاء طيبا أو غير طيب وهذا يعني أن الذين قدموا للفريق كل هذه الاشياء سيضعونه حتما في موقف الحساب‏..‏ إما التكريم أو الإدانة‏..‏ لأن من قدم كل هذه الأشياء المعنوية والمادية والأدبية من حقه أن يحاسب وهنا نأتي إلي تأكيد معني الانتماء أنه ليس علاقة من طرف واحد فمن حقي أن يحاسبني الوطن الذي أعطاني إذا قصرت ومن حقي أنا أيضا أن أحاسب هذا الوطن الذي لم يكافئني حينما أنجزت وكان بخيلا في وقت أسرفت أنا في العطاء‏..‏ولأن هذه الثلاثية الانتماء والإيمان والحساب توافرت في معادلة الفريق القومي في غانا نجح الفريق بامتياز ونجح اللاعبون وقدموا أقصي ما عندهم‏..‏ وقبل هذا وذاك كان هناك ضمير يقف وراء ذلك كله وهو الحساب‏..‏ سواء حساب الجماهير أم حساب المسئولية أم الحساب أمام الله‏..‏ كانت هذه في تقديري الثلاثية التي حكمت المصري الأصيل حسن شحاتة ونجوم فريقه الثلاثة والعشرين وهذه المنظومة الجميلة من المجلس الأعلي للرياضة برئاسة حسن صقر وسمير زاهر والهواري‏..‏ وكل نجوم الفريق القومي‏..‏ أحمد حسن وأبو تريكه والحضري وزيدان ومتعب وحسني وفتحي ومعوض وجمعه وشادي وهاني سعيد ومحمد شوقي وإبراهيم سعيد‏.‏‏*‏ ولو أننا رصدنا هذه المنظومة في حياتنا سوف نكتشف أنها قليلة جدا بل نادرة‏..‏ لو أن كل مسئول في أي موقع تنفيذي سأل نفسه عن معني الانتماء قبل أن يبيع مصنعا بتراب الفلوس ويحرم أجيالا من حقها في العمل ما هانت عليه هذه القلاع من أصول الدولة المصرية التي بيعت في السنوات العجاف‏..‏لو أن هذا المسئول فكر لحظة في المال الحلال والمال الحرام ما بدد ثروة شعب أمام قرارات خاطئة وأطماع لا تفرق بين حقوقه وحقوق الآخرين‏..‏ ولو أن هذا المسئول كان يخشي أن يكون هناك شيء اسمه الحساب لتردد ألف مرة قبل أن يوقع قرارا خاطئـا أو يضع سياسة تفتقد الشفافية‏..‏كنا نردد أحيانـا أن شبابنا بلا انتماء ولكن يبدو أن الحقيقة تقول ان الذين يتشدقون كثيرا بكلمة الانتماء هم الذين يعانون بالفعل من انيميا الانتماء لأن الانتماء الحقيقي ليس بالكلام والأغاني ومانشتات الصحف ولكنه بالفعل والانجاز‏..‏ لو أن منظومة الفريق القومي الذي لعب بها في غانا أصبحت سمة مجتمع نسي الانتماء وتنكر للإيمان وافتقد كل اعتبارات الحساب لأصبحت مصر شيئـا آخر غير ما نراه الآن‏..‏إن الفريق القومي لم يحقق معجزة إنسانية ولكنه ضرب لنا مثلا في المعني الحقيقي للانتماء والإيمان والحساب‏..‏ وهذا ما نحتاجه في مصر في كل مواقع العمل‏..‏ ما أكثر الخطط التي بقيت حبرا علي ورق حيث لم يتوافر لدي المسئولين عنها صدق الأداء والإيمان بما يفعلون والخوف من الحساب‏..‏ وما أكثر المشروعات التي أجهضها الارتجال والاتكالية وأساليب الفهلوه وغياب القدوة‏..‏ يستطيع كل موقع عمل في مصر أن ينجز ما حققه شبابنا في غانا ولكن كيف يتحقق ذلك في مجتمع تنكر لهذه القواعد‏..‏إن الشباب الذي لعب في غانا هم أبناء البسطاء من العمال والمهنيين والفلاحين ولم تكن هناك وساطات في اختيارهم أو امتحانات مفبركة لتأهيلهم أو اعتداء علي حقوق الآخرين وحين تتوافر معايير الكفاءة والمقدرة والتميز وتحقيق العدالة تتحقق الأهداف وترتقي الأمم‏..‏ ما حدث في غانا درس ينبغي أن تتوقف عنده أجهزة الدولة المصرية لأنه يؤكد المعني الحقيقي للانتماء ويفرق بين أساليب في العمل تحقق النجاح وأخري تصنع الفشل‏..‏تحية للرجال الذين صنعوا هذه الفرحة في زمن أصبح الفرح فيه زائرا عزيزا‏..‏
ويبقي الشعر
من ألـف عام
كنـت أحـلـم أن أطير حبيبتي
مثـل النـوارس‏..‏ أن أسافر كالنـغـم
فالسنـدباد العاشق المجنـون أرقـه الألـم
نـتـجاوز الزمن اللـقيط ونـعـلن الـعصيان في وجه الدمامة والفـجاجة والسأم
نـغـدو بلا زمن يـكـبـلـنـاويلـقي ما تبقــي من رحيق العمرفي كـهف العدم
نـنـساب كـالأشواق حين يضمنـا دفء الحنين
فلا وداع‏..‏ ولا فراق‏..‏ ولا نـدم‏'‏
من قصيدة امرأة من ألف عام سنة‏1993'‏

٦ صفر ١٤٢٩ هـ

هل من يقرأ؟

إحياء مبدأ بن جوريون‏..‏ غزة بدون سكانها
بقلم: عاطف الغمري


البعض من الاخوة الفلسطينيين‏,‏ قد تفيدهم إعادة قراءة وقائع ثابتة في تاريخ علاقتهم بإسرائيل‏,‏ واضعين في الاعتبار‏,‏ أن الحاضر السياسي لإسرائيل‏,‏ لم ينفصل في يوم من الأيام عن التاريخ‏,‏ فتاريخ الدولة اليهودية‏,‏ له خط سير متصل بالحاضر‏,‏ من قبل قيام الدولة اليهودية‏,‏ وعبر حروبها‏,‏ ومن قبل عملية السلام‏,‏ ومن بعدها‏,‏ ارتباطا بالمشروع الصهيوني الذي يمثل هذا الوعاء التاريخي‏.‏ ولنقرأ معا هذه القصة‏:‏

في السابع من فبراير‏1988‏ نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية موضوعا تحت عنوان طرد الفلسطينيين‏:‏ ليست فكرة جديدة‏,‏ وليس صاحبها كاهانا‏,‏ والمقصود الحاخام المتطرف مائير كاهانا‏.‏

قالت الصحيفة في تفاصيل روايتها الموثقة‏,‏ التي حصلت عليها من المفكرة الشخصية لجاكوب هيرتزوج المدير العام لمكتب رئيس الوزراء‏:‏ إن اثنين من الصحفيين الإسرائيليين هما يوسي ميلمان المحرر الدبلوماسية‏,‏ لصحيفة دافار‏,‏ ودان رافيف مراسل شبكة سي‏.‏ بي‏.‏ إس في لندن‏,‏ كشفا عما دار في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي عقد قبل أسبوعين من انتهاء حرب‏67‏ لمناقشة إعادة توطين العرب‏,‏ وأن رئيس الوزراء مناحم بيجين أوصي بتدمير مخيمات اللاجئين‏,‏ وترحيل الفلسطينيين إلي سيناء‏,‏ وكانت المشاعر في اجتماع مجلس الوزراء تميل إلي تأييد اقتراح نائب رئيس الوزراء إيجال آلون بضرورة ترحيل الفلسطينيين إلي صحراء سيناء‏.‏ وبناء عليه اشترك مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع وقيادة الجيش في تأسيس وحدة سرية مكلفة بترحيل الفلسطينيين من فلسطين‏.‏

هذه الخطة أزاح الستار عنها آرييل شارون في اجتماع عقد في تل أبيب في نوفمبر‏1987,‏ عندما كان يتحدث عن وجود منظمة يهودية قامت بالفعل علي مدي سنوات بترحيل منظم للفلسطينيين إلي دول أخري‏,‏ وكان مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي في غزة هو المركز الرئيسي لتنفيذ خطة تصدير الفلسطينيين للخارج‏.‏

وإذا انتقلنا من هذه الرواية الموثقة إلي صفحة أخري من صفحات التاريخ الحديث‏,‏ فسنجد واقعة أخري صريحة عندما عبر ديفيد بن جوريون مؤسس إسرائيل ورئيس وزرائها عن غضبه لحظة علمه باستيلاء موشي ديان علي غزة عام‏1956,‏ وقال له‏:‏ لا أريد غزة وبها شعب‏,‏ لكني أريد غزة بدون شعب‏.‏ وعلي امتداد تاريخهم المتصل الذي بنيت استراتيجيتهم علي أساسه‏,‏ كان شعارهم الذي وضعه هيرتزل يحمل هذه الكلمات نحن شعب بلا أرض‏,‏ ذاهبون إلي أرض بلا شعب‏.‏

وفي كتاب شلومو بن آمي وزير خارجية إسرائيل الأسبق ندوب الحرب وجروح السلام الصادر عام‏2006,‏ قال‏:‏ إن بن جوريون كانت لديه نية طرد الفلسطينيين‏,‏ وإن هذا الهدف المسيطر كان ينتظر التوقيت المناسب للتنفيذ‏,‏ وإن الحركة الصهيونية منذ أول جولة في الحرب في فلسطين وضعت تحت عينيها تنفيذ هذا الترحيل‏.‏

وقد عبر بن جوريون عن هذا الخيار في أواخر الثلاثينيات عندما كتب‏:‏ إن ما لا يمكن تصور حدوثه في الأوقات العادية هو شيء ممكن في الأوقات الثورية‏,‏ وإذا ضاعت منا الفرصة في هذا التوقيت ولم يوضع موضع التنفيذ‏,‏ ما هو ممكن في هذه الساعات العظيمة‏,‏ فكأننا أضعنا العالم بأكمله‏.‏

كل هذه الوقائع وهذه الصفحات الموثقة من تاريخهم‏,‏ ألم تلق ولو بصيصا من ضوء أمام بعض الاخوة في غزة الذين هللوا للخروج الكبير‏(750‏ ألفا‏)‏ للفلسطينيين من غزة إلي رفح حتي يتلفظ لسان منهم واصفا إياه بالانتفاضة الثالثة‏,‏ ويصرح آخر بالرغبة في ترك الحدود مفتوحة ليتنقل الفلسطينيون بين غزة وسيناء‏,‏ وما قاله مسئول آخر في حماس عن نية حكومته العمل من أجل الانفصال اقتصاديا عن إسرائيل واتخاذ مصر كبوابة للاستيراد والتصدير‏.‏

وكان أن هللوا في إسرائيل لهذه المقترحات‏,‏ وللخروج الفلسطيني الكبير‏,‏ قالت عنها صحيفة هاآرتس‏:‏ إنه اقتراح لقي ترحيبا من الدوائر السياسية الإسرائيلية‏,‏ وقال عنه نائب وزير الدفاع في حكومة أولمرت‏:‏ هذه فرصة يجب أن تنتهزها إسرائيل وتتخلص من غزة‏,‏ وتلقي مسئوليتها علي مصر‏,‏ وقال مسئول إسرائيلي آخر‏:‏ هذا ما كانت تنتظره إسرائيل‏.‏

إن وجهات نظر إسرائيل ليست تصريحا عارضا لكنها تجسيد لاستراتيجية دولة‏,‏ ضمن خطوط المشروع الصهيوني‏,‏ والسياسات التي لم يحدث يوما أن حادت عنه أو خرجت علي أهدافه‏.‏

وهي استراتيجية متحفزة‏,‏ تنتظر التوقيت المناسب الذي وصفه بن جورين بالأوقات الثورية التي يمكن فيها حدوث ما لا يمكن حدوثه في الأوقات العادية‏,‏ والأوقات الثورية حسب تعريفهم وممارساتهم لها‏,‏ هي أوقات الحرب والفوضي‏,‏ ولم يكن خافيا أن الوضع الذي أوصلوا إليه غزة كان مقصودا به دفعهم إلي سيناء وسط حالة من الفوضي الأمنية‏.‏

إن قراءة التاريخ ليست ترفا‏,‏ فما بالكم والتاريخ عند إسرائيل هو نبع سياساتهم وسلوكياتهم‏,‏ عقائديا وفكريا وسياسيا؟ فهل من يعيد قراءة التاريخ‏.‏

وحسب نظرية بن جوريون‏,‏ وإلي جانبها مبدأ توازن القوي الذي يحكم سياسة إسرائيل‏,‏ فهي لا تجرؤ علي القفز بأطماعها خارج الحدود المحسوبة‏,‏ إلا إذا أفسح لها الجانب الآخر طوعا‏,‏ وعن وعي أو عن غير وعي‏,‏ ثغرة تنفذ منها‏.‏

فقط أعيدوا قراءة التاريخ الحي‏,‏ وقد يكون من المهم في حالة دول أخري قراءة ما بين السطور‏,‏ أما في حالة إسرائيل فقراءة السطور وحدها تكفي‏,‏ فهي ناطقة صريحة بلا أي مواربة ولا غموض‏..‏ فهل من يقرأ؟

Gazza

Gazza
هلوكوست غزة